ما هو شعور العار، أحد المشاعر المنخفضة السلبية و التي تصنف ضمن مقياس هاوكنز للوعي بأنها الأدنى و الأقل على الإطلاق، فهي المستوى الأول من ضمن سبعة عشر مستوى و التي أخذت 20/1000 على هذا المقياس. و في مقالتنا عبر موقع ويب صحتي سنوضح معنى شعور العار و كيف نحمي أنفسنا منه، و سنتطرق لأسبابه و أصل نشأته و تكونه لدى الأفراد من الأساس.
ما هو معنى شعور العار
شعور العار يعتبر من المشاعر السلبية المنخفضة وأخطرها و الذي قد يعرف بالخزي و الخجل كمصطلح متداول في المجتمعات، و غالبا يتكون لدى النفس الإنسانية منذ الطفولة بحيث يكون انعكاس لفكرة تقول أنت سيء و أنت غير محبوب نابعة من الأهل و المحيط المقرب من الطفل. فهذا الشعور يعبر عن رفض لصفة أو تصرف لدى الانسان بحيث يشعر بالسوء حيال نفسه مقارنة بمعايير غير حقيقية وضعها لنفسه بنفسه أو ممن حوله و قد يتجاوزها لشعور بالعار لأن أحدا من الأقارب أو المجتمع قام بفعل سيء أو أصدر قولا لا يناسب الشخص الذي أخد هذا الشعور على عاتقه.
شعور العار كما ذكرنا سابقا حسب مقياس هاوكنز للوعي هو درجة الشخص الأقل وعيا، و بالتالي قد يتبعه العديد من العقد النفسية و التي من شأنها أن تكون أساس لتدمير ذاتي و نفسي غير مبرر.
في معظم الحالات تتوارى هذه المشاعر في العقل اللاواعي، فتتحكم بالعديد من مشاعر الإنسان و تصرفاته دون أدنى وعي منه لتصبح أحد مشاعر الظل التي لا نعي أنها تحدد العديد من توجهاتنا و صفاتنا لاحقا.
كيف نحمي أنفسنا من شعور العار
سنذكر خطوات فعالة نتبعها في حياتنا اليومية و التي من شأنها نسف هذا الشعور، تتلخص بما يلي:
- ابتعد عن اجترار الماضي: لا تفكر في مواقف سيئة من وجهة نظرك حدثت في الماضي، خاصة تلك التي تصادف حدوثها أمام أشخاص آخرين.
- استخدام توكيدات صباحية تحاكي العقل الباطن: عبارات تكررها على نفسك فيما يتعلق بإيجابياتك و حبك لذاتك و تقديرها لتحفر في العقل اللاوعي، بحيث تتحكم باللاوعي بدلا من أن يتحكم بك و بالتالي ستصل إلى التعزيز الإيجابي لنفسك.
- تعاطف مع نفسك : كن رؤوفا مع نفسك و لا تقسو عليها و تلومها بشدة، فجميعنا بشر نخطيء و نصيب و لا أحد يترفع عن هذه المعادلة التي ستبقى و تستمر للأبد.
- كن مرنا: لا يوجد طريق واحدة فقط لتحقيق الشي، فكن مرنا بتقبل اختلافك و اختلاف الآخرين.
- انتبه و كن يقظا: عندما تكن يقظا ستصبح ملاحظا لتصرفاتك اللاواعية المنبثقة عن عقدة العار، و بالتالي الوعي و الادراك بالمشكلة هو نصف الحل.
- ابتعد عن الرفض و استبدله بالقبول: لا ترفض أي شيء فيك حتى و لو كان سلبيا و سيئا من وجهة نظرك، و استبدل الرفض بالقبول لتتجلى سبل للتغيير في واقعك بسهولة و يسر.
- ساعد الآخرين : مساعدة الآخرين ستجلب لك الرضا و تقبل الاختلافات بين الناس.
- اهتم بجسدك: مارس الرياضة يوميا و توجه للطعام الصحي و التأمل.
- ميز بين النقد و الحقيقة: النفس البشرية ناقدة في طبيعتها، فليس كل ما يقال يصدق.
- اسعى لتكون ضمن مجتمع إيجابي: المجتمع الإيجابي هو مجتمع داعم و مؤازر يشعر كل من ينتمي له بالراحة و حب الذات و الآخرين و ينمي الحب اللامشروط.
- عش هنا و الآن: اللحظة الآنية هي الحقيقة الوحيدة، فتجاوز التفكير الزائد بالماضي و الحزن عليه واجتراره .
- تجنب تحقيق المثالية و الكمال: لا تسعى للكمال لأنك لن تحققها أبدا و ستجعلك ترى نفسك دوما أقل من المستوى المنشود.
- أدرك تفردك و تجنب المقارنات: المقارنة الوحيدة الفعالة هي أن تقارن ذاتك بذاتك لأنك ليس كأي أحد آخر كائنا من يكن.
أسباب الشعور بالعار
هنالك عدة أسباب يعتبرها الشخص الذي يعلق في العار أسبابا وجيهة لتدني وعيه و انخفاض مشاعره:
- طريقة تربية الأهل لأطفالهم من توبيخ و سخرية و اتهامات.
- المقارنات المستمرة بالآخرين حسب الوعي المجتمعي السائد.
- الإصابة بإعاقة جسدية أو عقلية معينة.
- الفشل بتحقيق أي هدف أو مبتغى.
- حالات الانفصال بين الشريكين.
- اختلال في الوزن بالزيادة او النقصان عن الوزن المثالي من وجهة نظر المجتمع.
- رفض شخصي لتفاصيل معينة من شكل و صفات و تصرفات للنفس أو الآخرين.
- نقص الأموال.
- عدم القدرة على مجاراة الحياة الاجتماعية السائدة و شكلياتها السطحية.
- الكبت الجنسي و اعتباره أكبر بؤرة للعار و خاصة في المجتمعات العربية المحافظة.
- الهروب من المواقف التي تكون أمام حشد.
- المعاملة السيئة في العلن من قبل أي فرد أو جهة معينة.
- التعرض ل التحرش الجنسي.
- تدني المستوى التعليمي الاكاديمي.
علامات الشعور بالعار
قد تظهر علامات تؤكد لك عزيزي القارئ أن هنالك شعور عار مخفي في طبقات لا واعية، و هننا سنذكر أبرزها:
- الإحراج: الشعور بالحرج عند التعرض لأي موقف يبدو لنا و كأننا أخطأنا به و ابتعدنا عن الصواب و خاصة بتواجد آخرين.
- الاهتمام المبالغ فيه برأي الآخرين: كأن الآخرين لهم الحق بالحكم علينا و على تصرفاتنا و شكلنا و مظهرنا، فنسعى لإثبات الكمال لهم حتى لا ينتقدوننا.
- الارتباك: العجز عن التصرف و الكلام بحرية أمام الآخرين.
- الانعزال الاجتماعي: تجنب التواجد مع الآخرين أو ضمن حشود و مجموعات، لتجنب الشعور بالعار أمامهم.
- تقديس الوعي الجمعي: تثبيت مقياس واحد حسب وعي و حكم المجتمع، و من يخرج عنه يكون على خطأ و هذا قمة الخطأ.
- تدني احترام الذات: تعتبر نفسك سيء و لا تستحق و دون المستوى.
كيف تتحرر من الشعور بالعار
هنا سنذكر جملة من الممارسات التي تخلص الشخص من الشعور بالعار.
- مارس أي فعل يشعرك بالعار علانية أو على الأقل الاعتراف به لشخص مقرب أو مدرب حياة.
- كن شجاعا و واجه الأشخاص التي تشعرك بالعار.
- كرر على نفسك جملة تقول أنك محبوب و مقبول كما أنت دون إخفاء لمشاعر و أحداث معينة.
- سامح نفسك على أخطاء الماضي و تعلم منها.
- أعد الاتصال مع الطفل الداخلي لديك.
- عزز ثقتك بنفسك.
- حرر التوتر و القلق من جسمك الناتج عن العار من خلال التدليك و التنفس العميق.
- العلاج المعرفي السلوكي مع طبيب مختص أو مدرب حياة.
الأضرار المترتبة على استمرارية شعور العار
قد تنتج أضرار متعددة من كبت مشاعر العار، و هنا سنذكر بعضا منها:
- الاكتئاب.
- الانتحار.
- التدمير الذاتي.
- إيذاء النفس.
- الرهاب الاجتماعي.
- نوبات خوف و هلع حادة.
- الإدمان الكحولي.
- الممارسات الجنسية غير الصحية.
العار و الجنس
يرتبط شعور العار ارتباطا وثيقا بالجنس و تحديدا في البلدان العربية المحافظة، حيث تنشأ الأفراد مع برمجة سلبية منذ الطفولة تمنعهم من التطرق لموضوع الجنس و كأنه شيء مخجل و يسبب الذل و الأذى. التغاضي عن سمو العملية الجنسية من كونها عملية خلق مقدسة أوجدها الله لتكاثر البشر خلفاء الله على الأرض و حصرها بالفاحشة من شأنه خلق عقدة العار الجنسي لدى الذكور و الإناث على حد سواء.
من الضروري جدا التطرق للثقافة الجنسية من خلال المناهج التعليمية بأساليب علمية واعية و حقيقية بعيدا عن عزل العقول عن تداول كل ما يتعلق بالجنس بشكل علني، لأن ذلك يقود الأفراد للبحث عن مصادر غير موثوقة بشكل سري لتغذية الفضول البشري لمعرفة كل ما هو ممنوع مما يزيد الطين بلة، و يضاعف من المشكلة لتصل إلى عقد يصعب حلها في المستقبل.
شاهد أيضاً : كيف أبني ثقتي بنفسي
وفي الختام و بعد أن شرحنا ما هو معنى شعور العار و كيف نحمي أنفسنا منه و أسباب نشأته و ارتباطه الوثيق بالجنس، فيجب علينا الوعي الشديد بتصرفاتنا ان كانت تحمل في طياتها شيء من مشاعر العار و العمل على التحرر منها بأسرع وقت ممكن، لتجنب الأضرار العظيمة التي قد تنتج عنها.